رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)
ومن ثم التقتت مجفف الشعر من عليها لتبدأ في تجفيف خصلاتها ولكن وجدت من اقتحم الغرفة دون إنذار..
و تختفي خلف الرداء الطويل هذا تظهر ساقيها من الأسفل ليراها أمامه بسخاء واضح نظر إليها من الأعلى إلى الأسفل وكأن عيناه لا تشبع من رؤيتها أو كأنها لوحة غالية الثمن لا يستطيع شرائها ولكن مباح له النظر إليها والتمتع بها من بعيد..
ذهبت فجأة من أمامه متجهة إلى المرحاض مرة أخرى بعد أن وجدت أنه يقترب منها ولكنها لم تسطيع فعلها أعاق يزيد طريقها إلى المرحاض ووقف أمامها مبتسما ببلاهة وقد تجرأت يده مرة أخرى ووضعها خلف خصرها ليقربها منه بينما شهقت هي وأحمرت وجنتيها أكثر من السابق ثم حاولت أن تبتعد عنه دافعه إياه بيدها ولكنه أحكم قبضة يده اليمنى على يدها ويده اليسرى كانت خلف ظهرها توضع على خصرها مقربها منه إلى أبعد حد..
بتبعدي ليه البعد وحش أوي يا مروتي
وجدت نفسها تجيبه بخفوت وصوت رقيق يحمل الأنوثة بين طياته
أنا مش ببعد يا يزيد
صوتها ضعفها في قربه يجعله أسعد رجال العالم إذا هي لا تريد البعد بل القرب القرب الشديد ليكون لها ما تريد وهو الآخر لا يريد غير ذلك استنشق الرائحة التي بجسدها وخصلاتها هي رائحة الياسمين نفس تلك الرائحة التي وجدها بشالها الأزرق مثل عينيها ابتسم باتساع وقد شعرت بابتسامته لتتساءل بداخلها على سبب الابتسامة هذه ولكنه لم يجعلها تنتظر كثيرا وتحدث قائلا بهدوء
إذا لتبتسم هي الأخرى ولما لا ف ابن عائلة الراجحي تغير ويوم بعد يوم يقترب منها ويغازلها لتبتسم وتسعد ربما تكن هذه بداية السعادة معه..
تريث يزيد ثم عاد إلى الخلف قليلا ويده خلف ظهرها كما هي ولكن اليد الآخرى حررت ذراعيها لتستقر فوق وجنتها قال بهدوء شديد وابتسامة تزين ثغره
لأ مرجعتش في كلامي متوجهة إلى داخل المرحاض مغلقة بابه عليها تحتمي من نظراته وكلماته التي تزيدها خجلا لا تدري هل هكذا ستبدأ حياتها معه أم هو يريد شيء آخر.. سريعا محت ذلك التفكير من رأسها فهو إلى الآن لم يفعل ما يدل على ذلك ولم يطالب بأي شيء لتعيش معه هذه الأيام بسعادة وتحاول تقبل الأمور وتغيرها فهو يجذبها إليه بكل تفاصيله يجذبها إليه منذ اليوم الأول برجولته وحديثه وملامحه وكل شيء فيه يجعلها تود أن تصرخ وتقول إنه يزيد الراجحي بكل ما فيه زوجي دون عنجهيته وقساوته التي رأتها في مقتبل تعرفهم على بعض دون غروره الذي اختفى منذ أيام..
تواجد ثلاثة مدبرين لخړاب علاقة وهدم حب وخلق كره مع بعضهم البعض كل منهم يفكر فيما يريد هو وكيف سيكون انتقامه
تحدث كبير عائلتهم سابت قائلا بجدية شديدة وهو يعتدل في جلسته على مقعد مكتبه
لازم تتكلم مع أخوك يا فاروق علشان يعجل ويخلصنا إحنا مش عايزين مماطله عايزين الناهيه
أجابه ابن أخيه الأكبر وهو يومأ برأسه مؤكدا على كلماته
نظرت نجية إلى شقيق زوجها الراحل وتحدثت قائلة وهي تتساءل باستغراب
بس تفتكروا يعني بت طوبار هتعملها
كده بالساهل
نظر إليها سابت ثم ابتسم بسخرية جلية وواضحة ليقول بتهكم مجيبا إياها
اومال إحنا اختارنا يزيد ليه يا نجية يزيد هو اللي يقدر عليها وهيعرف يعمل كده
تهكمت هي الأخرى في حديثها وقالت وهي تنهض من على المقعد
ده لو مضحكتش عليه يا أبو زاهر
استغرب من حديثها عن يزيد فهو ماكر ذكي يعلم كيف يفعل ما يريد دون خسائر تحدث متسائلا
كيف يعني
عندما طال صمتها تسأل ابنها الأكبر أيضا متوجسا من حديثها القادم
ما تقولي يا حجه كيف
ضيقت ما بين حاجبيها وقد لاحت القسۏة في نبرتها وهي تقول مشيرة بيدها
البت بتتمسكن عامله مکسورة الجناح مهما عملنا فيها أنا ولا إيمان ساكته مبتردش معملتهاش غير مرة لما جبت سيرة أمها
استغرب فاروق من حديثها الذي لا يمت بصلة إلى ما يتحدثون به الآن ليقول دون صبر زافرا
وده داخله ايه فينا دلوقت
ابتسمت بسخرية إليه وإلى عمه لتقول بحدة وهي تتقدم منهم
يزيد طيب ومايجيش على مظلوم وإذا كان اللي بيعمله دلوقت علشان يرد حقنا فهو وافق ڠصب لما ضغطنا عليه.. هي لما تتمسكن وتتغنج عليه هيقف مع مين وقتيها مع مراته ولا معانا إحنا وهي قدامه ضعيفة ومکسورة
ابتسم سابت على حديثها وما قالته فقد أتت بنقطة لم يراها من قبل ولم يفكر بها ليتحدث