رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)
على وجهها أخفض بصره على قدميها الذي عالجتها يسرى ليرى معظم ساقها الأبيض فقد سكبت القهوة على فخذها وقفت مروة سريعا بخجل ثم عدلت بنطالها البيتي ونظر هو إليها بضيق من تصرفها ثم تقدم منها أخذا يدها قائلا بهدوء
تعالي ارتاحي فوق شوية واحكيلي اللي حصل
صعد بها إلى الأعلى حيث غرفتهم ولج معها إلى الداخل وجعلها تجلس على الفراش بهدوء ومن ثم جلس جوارها ناظرا إليها بهدوء شديد عاقدا يديه مع بعضهم البعض أمامه هتف متسائلا باستغراب
نظرت إليه هي الأخرى وشعرت أن الألم يزول شيء ف شيء تحدثت بهدوء وهي تعتدل ساردة إليه ما دار بينها وبين إيمان داخل المطبخ..
نظر هو إليها بشك بعد أن انتهت من حديثها تريث قليلا ثم سألها باستغراب
القهوة وقعت عليكي إزاي
ترددت في الحديث فقد قالت له من قبل أنها من سكبتها وهو يعاود السؤال مرة أخرى بشك أجابته بتردد قائلة
وقف على قدميه ثم هتف بحنق وضيق من تصرفها مع إيمان فهو قد نبه عليها من قبل ألا تجيب أحد يريد مضايقتها ولكنها لم تفعل كما قال ضاربة بكلامه عرض الحائط
هو أنا مش قولتلك مترديش على حد منهم مسمعتيش الكلام ليه
نظرت إليه بذهول فقد كان يقول حديث غير معقول هي تصمت منذ أن أتت ولم يتغير شيء تحدث معهم بألا يزعجونها ولم يتغير شيء وعندما ردت عليهم أيضا لم يتغير شيء أجابته بحدة قائلة
زفر بضيق شديد وهو يعلم أن معها كامل الحق في حديثها تقدم منها وجلس مرة أخرى جوارها على الفراش واضعا يده خلف ظهرها يربت عليه بحنان ثم تحدث قائلا بهدوء
نظرت إليه باستغراب بل ب اندهاش كيف يتحدث بهذه البساطة وهذا الهدوء يغير مجرى الحديث حتى لا تسأله عن شيء لا يريد الإجابة عنه!.. نعم إنه دائما يفعل هكذا..
وقفت على قدميها بهدوء متقدمة ناحية الدولاب
لتأخذ ما يناسبها من الملابس ثم توجهت إلى المرحاض بنفس ذلك الهدوء وهي تنظر إلى عينيه مستغربه من تحوله بينما هو يعلم ما تفكر به ويعلم أن هناك أسئلة برأسها تريد الإجابة عليها ولكن هو لن يستطيع فعلها لن يجازف بأي شيء ولو كان صغيرا فهو مشتت الفكر ولا يدري ما الذي سيفعله بعد انتهاء تلك الهدنة التي أخذوها سويا..
حية وتلتف حول عنقك بالمحبة! لتأتي بخلاصك بين يديها وكأنك المذنب للوثوق بها..
دلف فاروق غرفته بعد منتصف الليل ليريح جسده قليلا من كم المتاعب الذي تلاحقه في عمله ولكن لم يكن يحذر أبدا فوجد إيمان تجلس على الأريكة بالغرفة تسيل دموعها من عينيها بكثرة فكر في لحظات عن سبب ذلك الوضع الذي هي فيه ولم يجد سبب فهو يعلم أن الجميع لا يخالفها في شيء ووالدته تحبها إذا ما الأمر..
مالك يا إيمان في ايه
وكأنها كانت القشة الذي قسمت ظهر البعير اڼفجرت في وجهة وهي تزيل دموعها المزيفة قائلة بجدية وتهكم
مالي مالي ايه وأنا مش عارفه أعيش في البيت ده
زفر بحنق وضيق ثم تقدم منها في جلسته والتقط كف يدها بين يديه وحاول التحدث بهدوء قائلا
ايه اللي حصل بس ما أنت عايشه فيه من زمان
أجابته بسخرية جلية وبصوت عال وهي تجذب يدها منه واقفة على قدميها تواجهه بحدة
اديك قولتها زمان مش دلوقتي ما خلاص البيت بقى بتاع بت طوبار
زفر مرة أخرى بضيق أكبر من ذي قبل فقد كان لا يريد شيء إلا بعض الراحة
ما تقولي ايه اللي حصل يا إيمان ياباي.. عملتلك ايه يعني
جلست جواره ونظرتها الخبيثة تلتمع في عينيها تظهر لمن يريد معرفة الحقيقة حقا ولكن هو لم يكن كذلك فلو كان يريد المعرفة لعلم بغير ذلك كثير من الأشياء المخفية تحدثت وهي تارة تصيح وتارة أخرى تبكي لتجعله يتعاطف معها تشكي له من أخيه وزوجته وكأنها الملاك البريء في كل شيء..
وقف على قدميه ينظر إليها بشك جلي ثم تحدث سائلا إياها بقلق بالغ
يزيد عمل كل ده معاكي.. ومراته الغلطانه كمان!
وقفت أمامه تظهر ضعفها وقلة حيلتها لتأخذه لصفها ويحدث ما يحدث بينه وبين أخيه
يقولي اخرسي يا إيمان هانم هو أنا يعني مش عارف عمايلك! ومسكني كده ليه هو أنا كنت ايه يعني دا أنا اللي شايله البيت ده من زمان أوي حتى أختك وقفت مع مراته بقى أنا حرباية بيقولي يا حرباية يا فاروق... أنت لازم تجبلي حقي زي هو