رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
تجلس فوق الفراش بالداخل وترتدي ثوب وردي قصير وبحمالات رفيعة وتفرك يديها ببعضهم في توتر وخجل مفرط وعندما سمعت صوته وهو يسألها هل انتهت أم لا لم تجيبه فعاد يهتف من جديد بتعجب
_زينة !!!
خرج صوتها مرتبكا
_ لسا ياهشام
تألق بنفاذ صبر وهتف بحنق
_ يازينة انتي ليكي نص ساعة بتغيري بتعملي إيه ده كله ياحبيبتي !!
هتفت بصوت متلعثما
_ لسا شوية ياهشام
_ أنا مش عايزة اتجوز خلاص هي كانت لحظة شيطان وراحت لحالها أنا هقوله طلقني !
سمعت صوته المغتاظ وهو يقول
_ زينة كفاية أوي بقى أنا زهقت لو مفتحتيش الباب هدخل
_ هشام
ابتسم ورد عليها بهيام
_ عيون هشام افتحي ياحياتي الباب بقى يلا إنتي وحشتيني
أخذت نفسا عميقا وهدرت بسرعة
_ طلقني !
تجمدت ملامح وجهه واتسعت عيناه پصدمة ليستخوذ عليه الصمت القاټل لدقيقة كاملة حتى قال بجدية
ردت زينة پبكاء دون دموع صوت فقط
_ لا انا غيرت رأي خلاص رجعني لماما ياهشام أنا عايزة ارجع بيتنا
رفع يديها للسماء يهتف بعدم حيلة
_ ياربي أنا عارف إني اتجوزت واحدة عبيطة بس أعمل إيه بحبها صبرني عليها يارب عشان أنا خلقي ديق والله
_ أنا عبيطة ياهشام طب شوف مين هتفتحلك بقى وخليك نام على الكنبة برا
استشاط غيظا وتحول لجمرة مشټعلة
حيث صاح بها منذرا
_قسما عظما لو ما فتحتي الباب لأع
قاطعته وهي تهتف بترقب وخبث
_ هتعمل إيه هااا قول هتعمل إيه !
ضغط على قبضة يده ورفعها في الهواء يحاول تمالك أعصابه ويرد عليها مبتسما بزيف وهو يجز على أسنانه من فرط الغيظ
رغم أجواء التوتر والخجل الميهمنة عليها إلا أنه تمكن من إضحكاها وتخفيف توترها قليلا فقالت بخفوت وارتباك
_هفتحلك بس توعدني إنك متعملش حاجة !
هشام بعدم فهم وبلاهة من سؤالها السخيف
_ معملش إيه بظبط مش فاهم يعني !!!
زينة بتوضيح بريء
_ يعني متتعصبش عليا عشان قولتلك مش هفتحلك وسبتك برا وقت طويل
_ لا طبعا ياروحي أنا نسيت أصلا إنتي كنتي بتقولي إيه افتحي بس يلا الله يهديكي
بعد لحظات معدودة وجد الباب ينفتح ببطء فدفعه هو فورا برفق ودخل ثم اغلقه خلفه ليجدها تقف خلف الباب وتشبك يديها ببعضهم وذراعيها كأنها تحاول أخفاء جسدها وذلك الثوب الذي ترتديه تجفل نظرها أرضا بخجل ساحر مع ابتسامتها الناعمة وكذلك شعرها الحريري المنسدل فوق كتفيها وظهرها بحرية منظرها الملائكي والناعم جعله يسبح بعالم آخر وقلبه تزداد دقاته من فرط الفرحة والحماس
رفعت نظرها إليه في نظرة خاطفة وسرعان ما اخفضته مجددا باستحياء ليكمل هو بعدما رفع أنامله ووضعها أسفل ذقنها يرفع وجهها لكي تنظر له هامسا
_ أنا بحبك أوي يازينة
داخل سيارة آدم أثناء عودتهم من حفل الزفاف وهو يقود السيارة بطريق منزل مهرة أولا كانت صامتة طوال الطريق تفكر بكلمات أسمهان وتحاول تخمين ما الشيء
الذي قد يكون يخفيه عنها عقلها لا يتوقف عن التفكير منذ لحظتها والغيظ بأكل صدرها أكل
انتبه لحالتها الغريبة فسألها باستغراب
_ مالك يامهرة !
التفتت برأسها نحوه ورمقته بسخط لتسأله في حدة ونظرة ثاقبة
_ آدم أنت مخبي عني حاجة
غصن حاجبيه بحيرة وأردف
_ هخبي عنك إيه يعني !!
مهرة بقوة وانزعاج ملحوظ
_ معرفش أنا بسألك أنت !
_ وليه بتسألي السؤال ده !
مهرة پغضب شديد وعينان حمراء من فرط العصبية
_ يعني إنت مكنتش ملاحظ نظراتك لزينة كانت إزاي ولما قولتلك اروح اسلم عليها معاك رفضت بشكل غريب
أوقف السيارة جانبا على الطريق وتأفف بصوت مسموع ثم رمقها مطولا وقال مغلوبا
_ عايزة تعرفي إيه بظبط يامهرة !
_ كل حاجة
كانت عبارة صارمة وقوية مثلها جعلتها يتنهد بحرارة ويتمتم بخفوت دون أن ينظر لها
_ زينة كانت بتحبني وأنا وهي كنا قريبين أوي من بعض أنا كنت عارف من بدري إنها بتحبني بس كنت بعمل نفسي عبيط على أمل أنها تنساني وتخرجني من عقلها وقلبها والوضع وصل إني فكرت ارتبط بيها عشان سعادتها بس تراجعت لاني مش بحبها ولا يمكن اقدر أسعدها وهكون بظلمها وبظلم نفسي وهي تستحق كل خير وتستحق راجل أفضل مني يكون بيحبها ويحافظ عليها ويصونها وهشام يستحقها
ابتسمت بمرارة وردت عليه في نظرة حزينة
_وطبعا رفضت تاخدني معاك اسلم عليها عشان خۏفت ټجرح مشاعرها
صمت ولم يجد من الكلمات ما يدافع بها عن نفسه عبست واعتدلت في جلستها تشيح بوجهها عنه وتسأله بأسى
_ولما إنت خاېف على مشاعرها أوي كدا خدتني معاك الفرح ليه !!
اسرع والتقط كفها يحتضنه بين كفيه هامسا بنبرة